- محاضرات خارجية / ٠26ندوات مختلفة - تركيا
- /
- ٠5برنامج وذكر - مركز الارتقاء للعلم والدعوة
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
شهر الصيام شهر العبادة والطاعة والإنفاق :
الحقيقة الدقيقة أن علة وجود الإنسان في الدنيا العمل الصالح .
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
والعبادة في مقدمتها العمل الصالح ، لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً .فشهر الصيام شهر عبادة ، شهر طاعة ، شهر إنفاق ، شهر قرآن ، شهر تواصل اجتماعي ، شهر تراحم ، هذا الشهر دورة استثنائية متميزة في عقد الصلة مع الله من خلال عمل صالح على رأسه إنفاق المال ، إطعام الطعام ، إكساء العراة ، التقريب بين الناس ، التوفيق الزوجي ، شهر عمل صالح ، شهر عطاء ، شهر بذل ، شهر إقبال ، شهر تراويح ، شهر قراءة قرآن ، شهر تواصل أرحام ، هذا الشهر شهر متميز ، كأنه فرصة سنوية لتجديد الهمة ، لتجديد العزيمة ، لتجديد الإرادة ، شهر لتذوق طعم القرب من الله ، شهر لتذوق طعم الإقبال عليه ، طعم السعادة التي تحصلها من دينك القويم ، وصراطك المستقيم .
رمضان ثاني أكبر عبادة على الإطلاق ترتقي بالإنسان من التفلت إلى الطاعة :
لذلك أتمنى من كل أعماقي أن هذه الانتهاءات والفضائل التي كانت في رمضان أن تستمر بعد رمضان إلى آخر العام ، ولا يفطر في عيد الفطر إلا الفم عن الطعام والشراب هذا الذي أتمناه ، عندئذٍ يكون رمضان درجاً ترتقي به كل عام درجة ، هذه الدرجة تتراكم فتكون انطلاقة إلى الله ، وفهماً عميقاً ، واستقامة تامة ، وعملاً صالحاً طيباً ، أما إذا عدنا بعد رمضان إلى ما كنا قبل رمضان ما فعلنا شيئاً في رمضان .
رمضان ولّى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ
***
لذلك رمضان ثاني أكبر عبادة على الإطلاق ، ترتقي بالإنسان من التفلت إلى الطاعة ، من البعد إلى القرب ، جعل شهر مسلسلات وشهر ولائم ، كأن هذا الشهر في مفهوم عامة الناس فرغ من مضمونه ، إلى شهر لا يقدم ولا يؤخر .
لذلك أرجو الله أن نستمد من فهمنا العميق لهذا الدين حقيقة الصيام ، ووسائل الصيام ، وعلامة القبول في هذا الصيام .
لماذا تقول : الله أكبر في العيد ؟ الله أكبر على أن هداني إلى طاعته ، إلى العمل الصالح ، إلى القرب منه ، هذا الشهر ثاني أكبر عبادة في الإسلام ينبغي أن ينقل الإنسان من حال إلى حال ، من فهم إلى فهم ، من علم إلى علم ، من تصرف إلى تصرف ، ما لم يكن هناك نقلة نوعية في علاقتك مع ربك كأنك ما صمت .
أرجو الله لكل من صام صياماً ، وطاعة متقبلة ، ورقياً عند الله عز وجل .